تفخر مدرسة الخط والزخرفة في الفجيرة بالإعلان عن إطلاق معرضها الفني الجديد بعنوان “مستوحى من المخطوطات”، وذلك تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة. أُقيم حفل الافتتاح في 10 سبتمبر 2023، بحضور سموه، احتفاءً بالتقاطع الملهم بين التقاليد الفنية العريقة والتوجهات المعاصرة. ويستمر المعرض حتى 21 أكتوبر 2023 في الطايف مول بالفجيرة.

تضمن المعرض خمسة أقسام رئيسية: الخط، المخطوطات، المنمنمات، التذهيب، والهندسة. ويعرض كل قسم مجموعة متميزة من الأعمال التي أبدعها فنانون من داخل الدولة وخارجها، مما يعكس ثراء وتنوع الفنون الإسلامية. ويُعد قسم المخطوطات من أبرز أقسام المعرض، إذ يضم مجموعة نادرة من المخطوطات التي أعارها سمو ولي العهد خصيصًا لهذا الحدث، إلى جانب مخطوطات قيمة من مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، مما يمنح الزوار لمحة فريدة عن الحرفية العالية والأهمية الثقافية لهذا الفن.


يشارك في المعرض 38 فنانًا من الإمارات، ومجموعة من الدول مثل مصر، المملكة المتحدة، إسبانيا، إيران، سوريا، باكستان، الكويت، السعودية، بيلاروسيا، والعراق. وتقدّم أعمالهم تحية لفنون المخطوطات من خلال تقنيات دقيقة، وألوان نابضة، وزخارف معقدة تعبّر عن التراث، مع دمج الرؤى المعاصرة لكل فنان. ويُبرز المعرض مدى استمرار تأثير فنون المخطوطات في المشهد الفني الحديث.

ولم يقتصر المعرض على عرض الأعمال الفنية فقط، بل أتاح للزوار تجارب تفاعلية فريدة، من أبرزها غرفة تفاعلية غامرة تنقل الزائرين إلى عالم من الزخارف النباتية المستوحاة من رمزية الجنة، تعبيرًا عن الجمال الروحي للفن الإسلامي. كما يقدّم المعرض تجربة “دفتر الرسم التفاعلي” باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للزوار اختيار الأشكال وتلوينها بالأدوات المتوفرة، ليتم تحويلها لاحقًا إلى رسوم متحركة نابضة بالألوان تُعرض على شاشات رقمية. هذه التجربة التفاعلية تمنح الزائر إحساسًا بأن أعماله تنبض بالحياة، وتعمق فهمه لجماليات الفن التقليدي وتقاطعها مع التكنولوجيا الحديثة.

كما يتضمن المعرض نشاط “اكتب اسمك“، حيث يقوم الزائر بكتابة اسمه ليتم تحويله تلقائيًا عبر الذكاء الاصطناعي إلى تصميم أنيق بخط الثلث العربي، فيحصل الزائر على تذكار شخصي يجمع بين الفن التراثي والتقنيات الذكية.

ويُعد استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المعرض نقطة تحول بارزة، حيث يُظهر كيف يمكن دمج الفنون الإسلامية التقليدية بسلاسة مع الوسائط الرقمية المعاصرة. إن معرض “مستوحى من المخطوطات” لا يكتفي بتسليط الضوء على جماليات الخط والمخطوطات، بل يُعيد التأكيد على أهمية التراث الثقافي، ومكانته المتجددة في المشهد الفني العالمي اليوم.