استضافت مدرسة الخط والزخرفة الاجتماع الثاني لخطاطي الإمارات، وسط حضور مميز جمع بين ممثلي المدرسة وجمعية خطاطي الإمارات، في أجواء ثقافية غنية بالتبادل المعرفي والفني.
افتتح اللقاء الأستاذ محسن نصار بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن تقديره للحضور، تلاه الدكتور خالد اليامي، الذي قدّم مدخلًا نظريًا حول موضوع رسم الخط القرآني، تناول فيه بدايات كتابة القرآن في العهد النبوي، وجهود جمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم توحيده في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وأكد أن الرسم القرآني ليس مجرد قواعد كتابية، بل منظومة جمالية وبيانية تحمل دلالات عميقة تثري النص القرآني
شهدت الجلسة نقاشات ثرية بين الحضور؛ حيث شدّد الأستاذ محمد التميمي (عن بُعد) على أهمية إدراج هذا الموضوع ضمن الورش التدريبية لتعزيز معرفة الخطاطين بتاريخ رسم القرآن، بينما أشار الأستاذ فايز النقبي إلى ضرورة تقديم أمثلة عملية توضّح أسرار الرسم العثماني. واقترحت الآنسة دلال الظنحاني دمج أنشطة تطبيقية لكتابة نماذج قرآنية وفق الرسم العثماني، لربط الجانب النظري بالممارسة العملية

تركّز النقاش حول محاور رئيسية شملت تعريف الرسم القرآني وخصوصيته، وأسباب الاختلاف في رسم بعض الكلمات بالحذف أو الزيادة أو الإبدال، إلى جانب تأثير الأحداث التاريخية في نشأة هذا الفن، وما يحمله من لطائف بديعة ودلالات عميقة. كما برز البعد الجمالي للرسم القرآني باعتباره فنًا راقيًا يجمع بين قدسية النص وروعة التكوين الفني
: في ختام الاجتماع، طُرحت عدة مقترحات عملية من أبرزها
توفير خيار المواصلات للأعضاء البعيدين الراغبين في الحضور
إدراج ورش تطبيقية متخصصة ضمن الاجتماعات الشهرية
اعتماد استمرار اللقاءات في الأحد الأخير من كل شهر
اختُتم اللقاء بعد نقاشات قيّمة أكدت أن الرسم القرآني ليس مجرد علم تاريخي، بل فن حيّ وكنز معرفي وروحي، يواصل الخطاطون حمل رسالته جيلًا بعد جيل، بما يحمله من قيمة ثقافية وجمالية متجددة