رحلة مدرسة الخط والزخرفة إلى الأندلس

(غرناطة – قرطبة – إشبيلية)

 من 5 إلى 11 أبريل 2025

نُظّمت هذه الرحلة التعليمية إلى ثلاث من أبرز مدن التراث الأندلسي في إسبانيا: غرناطة، قرطبة، وإشبيلية، ضمن برنامج مدرسة الخط والزخرفة، بهدف تعميق الفهم الفني والبصري للفنون الإسلامية المستلهمة من العمارة والزخرفة الأندلسية. وقد شكّلت الرحلة امتدادًا عمليًا لما تم تدريسه خلال ورش الفصلين الأول والثاني، من خلال زيارة مواقع تناول المشاركون زخارفها وخطوطها، مثل خط الثلث الأندلسي، والخط الكوفي الأندلسي، وزخارف قصر الحمراء

هدفت الرحلة إلى ربط الجانب الأكاديمي بالتجربة الميدانية، من خلال التفاعل المباشر مع البيئة المعمارية والتاريخية الحية، إلى جانب توسيع آفاق الطلاب الفنية والثقافية وتعزيز الحس الجمالي لديهم. كما ساعدت الرحلة على تقوية الروابط الاجتماعية والوجدانية بين المشاركين، وشجّعت على الانتماء المؤسسي لمجتمع المدرسة

تضمنت الرحلة زيارات متعددة، منها زيارة قصر الحمراء، وجنّة العريف، وحي البيازين في غرناطة، إلى جانب حضور عرض فني فلامنكو. وفي قرطبة، زار المشاركون الجامع الكبير والأحياء التاريخية. أما في إشبيلية، فقد شملت الزيارات الكاتدرائية وقصر المورق (Alcázar)، الذي يُعد من أبرز المعالم الإسلامية المحفوظة في المدينة

حققت الرحلة مكاسب فنية وأكاديمية وثقافية متعددة. فنيًا، أتاحت الفرصة للتعرّف المباشر على أنماط متنوعة من الزخرفة والخط الإسلامي، كما ساهمت في تطوير مهارات التوثيق والملاحظة الفنية لدى المشاركين. ثقافيًا، عززت الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الإسلامي، وأظهرت كيف ساهمت العمارة الإسلامية في تشكيل الطابع العمراني للأندلس. من الناحية الأكاديمية، مكّنت الرحلة الطلاب من تطبيق المفاهيم النظرية في بيئة حقيقية، وشجّعتهم على التفكير في الفن الإسلامي كمجال بحثي ومصدر للإلهام الإبداعي المعاصر

كان الانطباع العام عن الرحلة إيجابيًا ومُلهمًا، وقد أظهرت التجربة أثر الرحلات التعليمية في ترسيخ المعرفة وتعميق الفهم الفني. لذا نوصي بتكرار هذا النوع من الرحلات مرتين في السنة، مع تطوير محتواها الأكاديمي، وتنظيم معرض فني يعرض الأعمال التي أنتجها الطلاب بعد الرحلة. كما نوصي بالسعي إلى بناء شراكات مع مؤسسات فنية وثقافية تهتم بالفنون الإسلامية في الدول المضيفة، وتوثيق هذه الرحلات لتكون مرجعًا في تطوير مناهج تعليم الفنون والخط العربي