زيارة مدرسة القمة الخاصة

استقبل مركز سوكو في السادس من نوفمبر مجموعة من طلاب مدرسة القمة الخاصة ضمن برنامج الزيارات التعليمية الذي ينفذه المركز بشكل مستمر بهدف تعريف الطلاب بالفنون الإسلامية وإتاحة مساحة للتجربة والممارسة المباشرة. كان عدد الطلاب أربعة وعشرين طالباً، وصلوا في الفترة الصباحية وهم يتبادلون الحديث عن المكان والأنشطة التي سمعوا عنها مسبقاً من مدارس أخرى كانت قد زارت المركز في الأيام السابقة. بدا عليهم الفضول منذ اللحظة الأولى، خاصة عندما انتقلوا إلى قاعة الورشة التي كانت مجهزة بالأوراق والأقلام وأدوات الخط.

بدأت الزيارة بشرح مبسط قدمه فريق سوكو عن طبيعة الفنون التي يختص بها المركز، مع الإشارة إلى دور الخط العربي والزخرفة في تشكيل الهوية الفنية للمنطقة. استمع الطلاب باهتمام واضح، وبعضهم أخذ يدون ملاحظات صغيرة بينما كان المدرب محسن يتحدث عن تاريخ الخط وأهميته، وكيف تطورت أشكاله عبر العصور وصولاً إلى ما نراه اليوم من خطوط متنوعة تتفاوت بين الجمالية والدقة والرمزية.

بعد المقدمة انتقل الطلاب إلى الجانب العملي من الورشة، وهو الجزء الأكثر انتظاراً بالنسبة لهم. قدم لهم المدرب خطوات أولية حول الإمساك بالقلم وزاوية الكتابة وكيفية التحكم في سماكة الخط. كانت التجربة مختلفة تماماً عمّا اعتادوه في المدرسة، فالقلم المستخدم مصنوع بطريقة خاصة، وحركة اليد يجب أن تكون أبطأ وأكثر تركيزاً. حاول كل طالب رسم الحرف الأول من اسمه، ومع كل محاولة كان هناك اقتراب تدريجي من الشكل الصحيح. انتشرت التعليقات اللطيفة بينهم، بعضها يحمل طابع التشجيع والبعض الآخر يحمل روح المزاح التي تخفف من رهبة التجربة الجديدة.

مع مرور الوقت بدأ الطلاب ينسجمون أكثر مع المساحة المحيطة بهم، وأصبحت الجلسة أكثر هدوءاً وتركيزاً. كان من الواضح أن التجربة منحتهم لحظة مختلفة عن الدروس اليومية، لحظة تربطهم بالطابع الجمالي للحرف العربي بعيداً عن الواجبات التقليدية. ومع نهاية الورشة، بدأ كل طالب يعرض عمله على زملائه، في محاولة لمعرفة رأي الآخرين أو مقارنته بعمله السابق. كان هناك شعور عام بالإنجاز، حتى لدى أولئك الذين واجهوا صعوبة في البداية.

قبل المغادرة تحدث الطلاب مع المدرب محسن عن إمكانية حضورهم لورش مستقبلية، وبعضهم سأل عن وجود دورات أطول يستطيعون الالتحاق بها. تركت الزيارة أثراً واضحاً على المجموعة، وأظهرت رغبة صادقة في التعرف أكثر على عالم الخط والفنون الإسلامية. وفي نهاية اليوم، غادر الطلاب المكان وهم يحملون معهم أوراقهم التي أصبحت شاهداً صغيراً على تجربة جديدة وهادئة وملهمة في مركز سوكو.