استقبلت مدرسة الخط والزخرفة في السادس من نوفمبر مجموعة من طلبة جامعة الفجيرة، وهي زيارة حملت طابعاً مختلفاً عن زيارات المدارس التي استقبلها المركز في الأيام السابقة. جاء خمسة عشر طالباً وطالبة من تخصصات متنوعة، يحمل كل منهم اهتماماً مختلفاً بالفن، سواء كجانب ثقافي أو كتقنية يريدون فهمها بشكل أعمق. بدأ اليوم بجولة قصيرة داخل المعرض، حيث تعرّف الطلاب على طبيعة الأعمال التي يحتضنها المكان، وتوقفوا عند بعض القطع التي أثارت تساؤلات حول طريقة تنفيذها أو العناصر الجمالية التي تميزها.
بعد الجولة توجه الطلاب إلى ورشة الرسم النباتي بالألوان المائية التي قدمتها المدربة شايفون. كانت الورشة فرصة لهم للابتعاد عن زخم الدراسة الجامعية والانغماس في تجربة فنية تتطلب هدوءاً وتركيزاً. شرحت المدربة مبادئ تشكيل الأجسام باستخدام الضوء والظل، وكيفية المزج بين درجات اللون للحصول على شكل أقرب إلى الواقعية. ثم طلبت من كل طالب اختيار ورقة فارغة ومحاولة رسم عنصر نباتي بسيط، غالباً تفاحة صغيرة أو ورقة نباتية، ليبدأ الجميع فوراً في التجربة.
كان واضحاً أن مستوى الطلاب يختلف، فبعضهم يمتلك خبرة سابقة في استخدام الألوان المائية، بينما كانت التجربة جديدة تماماً لبعضهم الآخر. ومع ذلك، كانت الورشة مساحة يتساوى فيها الجميع، إذ انشغل كل طالب بتجربته الخاصة، محاولاً الوصول إلى نتيجة مرضية دون ضغوط أو مقارنة. بدا مشهد التركيز ممتداً في القاعة، حيث انحنى كل شخص فوق ورقته يعمل ببطء، وكأن الزمن قد هدأ للحظات.

مع مرور الوقت، بدأت ملامح الأعمال تظهر. بعض الطلاب اختاروا ألواناً قوية تعكس أسلوبهم الشخصي، فيما لجأ آخرون إلى درجات أهدأ وأكثر حذراً. تحولت الورشة إلى مساحة نقاش بسيطة حول الألوان والتقنيات، وشاركت المدربة ملاحظات قصيرة تساعدهم على تحسين توزيع الظلال أو ضبط مسار ضربات الفرشاة. كانت هذه اللحظات الصغيرة كافية لتغيير نظرة بعض الطلاب للرسم، إذ عبّر عدد منهم عن مفاجأتهم بقدرتهم على إنتاج لوحة مقبولة خلال ساعة واحدة فقط.
في ختام الورشة اجتمع الطلاب لاستعراض أعمالهم ومقارنتها بطريقة غير رسمية. كانت الابتسامات واضحة، ليس بالضرورة بسبب جودة النتائج، بل لأن التجربة حملت شيئاً من الراحة والهدوء الذي غالباً ما يغيب عن حياة الطلبة. عبّر بعضهم عن رغبته في العودة للمركز لتجربة ورش أخرى، بينما سأل آخرون عن الدورات الطويلة التي يقدمها سوكو.
غادر الطلبة المكان وهم يحملون أعمالهم بيد، وباليد الأخرى شيئاً من الاهتمام الجديد بالفن الإسلامي، وكأن الزيارة أعادت تعريف الفن بالنسبة لهم كمجال يمكن الاقتراب منه بسهولة حين تُتاح الظروف المناسبة. كانت الزيارة هادئة وخفيفة، لكنها تركت أثراً يمكن أن يستمر معهم لفترة أطول مما توقعوا.