قدّمتها الفنانة أصايل صولي

اصطحبت الفنانة التونسية أصايل صولي الأطفال في تجربة فنية أصيلة، بدأت من كتلة خام وانتهت بتحفة خزفية تنبض بالإبداع. لم يكن الطين مجرّد مادة باردة بين أيديهم، بل كان وسيلة للتعبير، ومساحة حرة لصنع شيء يعبّر عن الذات
بدأت الورشة بتعليم الأطفال كيفية تشكيل البلاطات الخزفية بأيديهم، مستخدمين طينًا سريع الجفاف. ومع كل خطوة، اكتشفوا متعة النحت والتصميم، حيث حفرت أناملهم الصغيرة زخارف مستوحاة من العمارة الإسلامية، بأسلوب بسيط لكنه عميق في معناه
ولأن الفن لا يكتمل دون لون، انتقلوا إلى مرحلة التلوين، فاختار كل طفل ما يعبّر عنه من الألوان الفيروزية، والأزرق النيلي، وحتى الذهبي. كانت تلك اللحظة التي تحوّل فيها العمل من شكل إلى روح، ومن مجرد طين إلى لوحة فنية ملموسة
ما ميّز الورشة هو التوازن بين التعلم والمتعة، بين التقنية والخيال، حيث خرج الأطفال بأعمال تحمل هويتهم، ومهارات خزفية أساسية يمكن البناء عليها. لكن الأهم من ذلك، أنهم خرجوا وهم ينظرون إلى أيديهم بفخر… فقد صنعت شيئًا جميلًا، له شكل، وله قصة
أصايل، بخبرتها الغنية في الفن المسرحي والسينوغرافيا، جعلت من الورشة مساحة مفتوحة للحوار مع الطين، حيث كل طفل كان فنانًا، وكل قطعة كانت توقيعًا شخصيًا لا يُنسى


