قدّمتها الفنانة تسنيم محمد صلاح

تأمل، قص، طي، زخرفة

هذه الأدوات البسيطة والمليئة بالسحر، بدأت رحلة الأطفال في ورشة الهندسة الإسلامية تحت إشراف الفنانة المبدعة تسنيم محمد صلاح، التي استطاعت أن تدمج بين الفن والرياضيات، وتحوّل الورق والذهب إلى إبداع ينبض بروح التراث

جلس الأطفال حول الطاولات وكأنهم مهندسو فن صغار، يرسمون بأيديهم أنماطًا زخرفية مستوحاة من روح الفن الإسلامي. دقة في القص، وتركيز عميق في التكوين، جعلت من كل قطعة ورقية عملاً فنيًا متفردًا يحمل لمسة شخصية لكل طفل. لم تكن المهمة بسيطة، لكنها كانت تجربة ممتعة ومليئة بالتحديات، تتطلّب ترتيبًا ذهنيًا، حسًّا بصريًا متوازنًا، وانتباهًا لأدق التفاصيل التي تصنع الجمال الحقيقي

بعد تصميم الأنماط، أضفى الأطفال لمسات فخمة باستخدام ورق الذهب، ثم أضافوا الزخارف النباتية لتكتمل القطعة وكأنها لوحة معمارية صغيرة نُسجت بأيدٍ مليئة بالشغف. من خلال هذه التجربة، تعلّموا كيف يمكن لخامات بسيطة كالمقص، الورق، والغراء أن تتحوّل إلى فنّ راقٍ يُعبّر عن تراث غني وحضارة بصرية عريقة

تسنيم، الفنانة التي درست الزخرفة الإسلامية بأنواعها، لم تكتفِ بنقل المهارات، بل منحت الأطفال تجربة متكاملة جعلتهم يشعرون أن الفن ليس مجرد منتج، بل عملية مدروسة تُعلّم الصبر، وتُنمّي الذوق، وتُربّي الحِس الجمالي من الداخل

وما أن انتهت الورشة، حتى تحوّلت الطاولات إلى معرض صغير مفعم بالألوان الذهبية والنقوش الدقيقة، تناثرت عليه أعمال الأطفال كأنها قطع من مخطوطة فنية تنتمي لعصر من عصور الازدهار الإسلامي. كانت كل قطعة تحمل بصمة شخصية، مزيجًا من التركيز والخيال والدهشة، وكأن كل طفل خطّ لنفسه طريقًا خاصًا في عالم الزخرفة.

وقف الأطفال أمام أعمالهم بعيون يملؤها الفخر، ليس فقط لأنهم صنعوا شيئًا جميلًا، بل لأنهم فهموا أن الجمال يحتاج إلى صبر، ودقة، وحب حقيقي لما تصنعه اليد. خرجوا من الورشة وهم يحملون في قلوبهم تجربة سترافقهم طويلًا… تجربة جعلتهم يلمسون الفن، لا كمُتلقي، بل كصنّاع حقيقيين للهندسة والجمال

Join Waitlist We will inform you when the product arrives in stock. Please leave your valid email address below.